Admin Admin
عدد المساهمات : 146 نقاط : 5854 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 21/02/2010
| موضوع: التربية الرياضية ومكانتها في مجال التربية : السبت ديسمبر 17, 2011 2:55 pm | |
| التربية الرياضية ومكانتها في مجال التربية :
إن التربية الرياضية هي ” تربية الفرد عن طريق النشاط الحركي أو البدني أو عن طريق اللعب وما هي إلا تربية عامة ولكن عن طريق استغلال ميل الأفراد للحركة والنشاط البدني ” ، فيمكن أن يتعلم الفرد الطاعة والتعاون عن طريق الألعاب المتنوعة الكثيرة . لهذا يمكن أن نقول أن التربية الرياضية ما هي إلا مظهر من مظاهر التربية وتهدف إلى ما تهدف إليه التربية العامة من حيث تكوين الأفراد ، وتوجيههم وإرشادهم إلى ما فيه صالحهم وصالح المجتمع الذي يعيش فيه .
كما يشير “عمر موسى” إلى مكانة التربية الرياضية في مجال التربية، في أنها تمثل احد أركان السياسة التعليمية، والبرنامج التربوي العام فهي تهدف إلى نمو الأطفال نمواً متزناً متكاملاً من النواحي الصحية ، والنفسية ، والعقلية ، والاجتماعية ، وان التربية الرياضية بصفة خاصة تزودنا بخبرات واسعة ، وتعتبر عاملاً هاما في تكوين الفرد لكي يساعد نفسه بنفسه، ولكي يستطيع أن يقوم بخدمات للمجتمع الذي يعيش فيه . وهي تساير وتكمل الخبرات الأخرى للبرامج التعليمية والتربوية عامة . أي أنها تربية عامة عن طريق استغلال ميل الأفراد للحركة والنشاط البدني، ولذا كان من الضروري إلمام المدرس أو القائد أو المدرب بها الماماً كافياً يتضمن سلامة التوجيه ( موسى ، 1996 : 1-2 ).
2- علاقة التربية الرياضية بالتربية العامة :
كما أن العلماء اتفقوا في مطلع العصر الحديث على أن نضوج الفرد يسير في أربع اتجاهات متوازية هي : نضج عقلي، ونضج اجتماعي، ونضج نفسي، ونضج بدني (موسى ، 1996 : 4).
وكانت المدرسة أثناء العصور الوسطى في الغرب والشرق تعني عناية فائقة بالنضج العقلي على حساب بقية أنواع النضج، ثم ظهرت الفلسفات التربوية التي تدعو للاهتمام بأنواع النضج الأخرى، فكانت الدعوة بالنضوج البدني هي المحور الذي دارت عليه فلسفة التربية الرياضية في مطلع القرن العشرين ، ولكن الإنسان يعتبر وحدة لا يمكن تقسيمه إلى عقل ونفس وبدن ثم تربطه بالناس علاقات اجتماعية، لذلك تطورت فلسفة التربية الرياضية من مجرد وسيلة مساعدة على النضوج الكامل للإنسان في عقله، وفي نفسه، وفي علاقاته، مع أنها تدور حول بدنه، وهكذا أصبحت التربية الرياضية جزءاً هاما في نطاق عملية التربية، ولعل السر في ذلك راجع إلى أن الأطفال يقبلون على التربية الرياضية إقبالا تلقائياً وبشغف ظاهر . فدرس التربية الرياضية يوفر عدة مجالات يمكن أن يتحقق فيها توجيه الطلاب نحو إتمام عمليات نموهم بنجاح.
فالتربية الرياضية لا تهدف إلى تكوين الفرد من الناحية الجسمانية فقط، وليس هو غرضها الأساسي بل إن أغراضها أسمى من هذا, فهي تكون الفرد تكويناً متزناً من جميع نواحيه الجسمانية والخلقية والعقلية والاجتماعية والنفسية ، وهذا فضلاً عما يكتسبه الفرد من معلومات تتعلق بالصحة من حيث النظافة والسلوك الصحي كما تزداد المعلومات العامة للفرد وذلك باحتكاكه واختلاطه مع مجتمعات خارجية مختلفة والتفاعل معها اجتماعياً وثقافياً ( الشوبكي ، 2004 : 13 ).
ويتضح مما سبق أن التربية الرياضية هي جزء لا يتجزأ من التربية العامة ولا يمكن فصل التربية الرياضية عن التربية بشكل عام وذلك لان طبيعة الإنسان البشري لا يمكن تجزيء جوانب شخصيته؛ فالتربية الرياضية تعمل على نمو الإنسان نمواً متزناً من جميع جوانب شخصيته، وهذا ما أجمع عليه المؤلفون والكتاب.
3- التربية الرياضية في المجتمع الحديث :
من مبادئ المجتمع العصري الحديث الذي يرمي إلي النظر للمستقبل أن يؤمن بقيمة الفرد وحريته وسعادته، ويعني ذلك الاهتمام بجميع جوانب الفرد الجسمانية والتعليمية والعاطفية والاجتماعية والروحية . ففي التركيز على احد جوانب النمو وإغفال الجوانب الأخرى وتعطيل لقدرات الفرد والحد من نموه في ذلك افتراء على سعادة الفرد ومصلحة الجماعة. ولذلك كان الاكتمال الشامل لنماء شخصية المواطن في مجتمعنا الحديث وهو الهدف الأسمى لجميع المجهودات التعليمية والتربوية. إن المهمة الكبرى للتربية الرياضية في مجتمعنا، هي أن تقوم بدورها في تنمية الشخصية المتكاملة من خلال النهوض بالمستوى البدني، والرياضي للنشء وهذا يعني أن التربية والرياضة لا تقتصران فقط على تنمية قدرات الأداء البدني والرياضي، ولهذا كان من المهم أن يتضمن التخطيط للتربية الرياضية إتاحة الإمكانات الكافية لتحقيق مستوى عالياً من اللياقة الوظيفية للأجهزة العضوية، ومستوى عالياً لقدرات الأداء البدني لإعداد الفرد إعداداً صحيحاً ووظيفياً لمقابلة احتياجات المستقبل في المجتمع الحديث ( موسى ، 1996 : 7-8 ).
إضافة لما سبق يمكن القول أن للتربية الرياضية دور فعال في الإسهام في الحفاظ على الصحة، وتحسينها وكذلك في تحسين قدرات الأفراد على مقاومة الأمراض، فهي تساهم في مساعدة الجيل الطالع ليحيا حياة صحيحة سليمة، فالطريق للملعب يغني عن زيارة الطبيب، وهذا بناءً على ما أجمع علية الكتاب والمؤلفين في هذا المجال
| |
|